في زمن تتقلب فيه الشركات الناشئة بسرعة مذهلة، يُعد إنشاء شركة يمكن أن تنمو دون أن تنهار تحت ضغط توسّعها مهمة صعبة. صخر التون، رائد الأعمال والمخطط الاستراتيجي البارز في الشرق الأوسط، كرّس مسيرته المهنية لمعالجة هذا التحدي تحديدًا. ترتكز رؤيته على بناء بنى تحتية للشركات الناشئة لا تكتفي بالبقاء، بل تكون مهيأة للنمو المستدام والطويل الأمد. يستعرض هذا المقال استراتيجيات التون المتقدمة في العمليات والمالية والتقنية وتكوين الفرق، والتي تساعد المؤسسين على تصميم شركات قابلة للتوسع منذ اليوم الأول.
- فكر بمنهج الأنظمة وليس الحلول فقط
يرى التون أن الكثير من المؤسسين يقعون في فخ التفكير التكتيكي بدلاً من الهيكلي. إطلاق منتج ليس سوى جزء من الرحلة. “إذا كان حلّك لا يمكن تقديمه على نطاق واسع دون أن ينهار فريقك أو ميزانيتك، فأنت لا تملك شركة، بل تملك تجربة مبدئية”، كما يقول. من البداية، يجب على رواد الأعمال رسم خريطة تشغيلية تشبه ما يفعله المهندس عند تصميم نظام متكامل: يجب أن تخدم كل مكونات العمل المستخدمين الحاليين وتدعم النمو المستقبلي. وهذا يشمل اختيار تقنيات قابلة للتطوير، وإنشاء سير عمل يمكنه استيعاب زيادات كبيرة في الطلب، وتصميم تجربة العميل لتتحمل عشرات أضعاف الحجم الحالي.
2.أتقن الآليات المالية منذ البداية
يؤمن التون أن الهيكل المالي هو المحرك الصامت لكل شركة ناشئة. في حين يركّز الكثيرون على جمع التمويل، يدعو التون الشركات الناشئة إلى تطوير ما يسميه “الوعي المالي التشغيلي”. يشمل ذلك بناء لوحات تحكم مالية لحظية، وتطبيق ممارسات دقيقة في التنبؤ المالي، ونمذجة سيناريوهات النمو المختلفة. “رأس المال هو الأوكسجين، لكن التدفق النقدي هو الدورة الدموية”، كما يشرح. ينصح باستخدام أدوات محاسبة سحابية، وأتمتة الفواتير، وتتبّع المصروفات، بل وحتى تعيين مستشار مالي جزئي منذ مراحل مبكرة. هذا يمنح الشركة بنية مالية قوية قبل أن تُضطر إلى تصحيح أخطاء مكلفة لاحقًا.
- أتمتة قبل التوظيف
في فلسفة التون، يجب أن يكون العمل اليدوي هو الملاذ الأخير. ويشجع المؤسسين على اعتبار الأتمتة عنصرًا أساسيًا وليس خيارًا ثانويًا. سواء كان ذلك في إدارة علاقات العملاء، أو رسائل الترحيب، أو التقارير التحليلية، أو سلسلة التوريد—كل عملية قابلة للتكرار يجب أن تُؤتمت لتوفير الوقت وتقليل الخطأ. بدلاً من جمع أدوات غير متناسقة بشكل ارتجالي، ينصح التون باختيار منصات سحابية مترابطة منذ البداية، قادرة على التوسع بمرونة دون الحاجة لإعادة هيكلتها لاحقًا.
- كوّن فرقًا يمكنها التكيّف والنمو
واحدة من أبرز آراء التون تتمثل في أن التوظيف المبكر يجب أن يركّز على الأشخاص القادرين على التكيف، لا المتخصصين فقط. ففي المراحل المبكرة، تتغير الأدوار باستمرار. ينصح بالتوظيف بناءً على “المرونة القيادية”—أي اختيار أشخاص لديهم قدرة على تنفيذ مهام متنوعة، ويمكنهم التطور إلى مناصب قيادية مستقبلاً. كما يشدد على أهمية تنظيم التواصل الداخلي منذ البداية. سواء من خلال اجتماعات يومية، أو أدوات التعاون الرقمي، أو نظم العمل المرن—فإن وضوح الرؤية وتماسك الفرق عنصران أساسيان في توسع أي بنية تحتية بنجاح.
- اجعل البيانات مرشدك لا مجرد أرقام
بالنسبة لصخر التون، البيانات ليست مجرد تقارير أداء، بل أداة لاتخاذ القرارات الذكية. يؤكد على ضرورة استخدام أدوات ذكاء الأعمال منذ البداية، لتتبّع سلوك المستخدمين، أداء العمليات، ونقاط الضعف والفرص.
“الشركات التي ترى البيانات كعبء أسبوعي وليست كميزة تنافسية، تمضي طريقها بلا بوصلة”، كما يقول. يجب أن تعمل كل أقسام الشركة ضمن حلقة تغذية راجعة تعتمد على البيانات، ما يتيح نموًا أذكى ويزيد من جاذبية الشركة أمام المستثمرين.
- صمّم مشروعك بعقلية عالمية من اليوم الأول
يحث التون المؤسسين على تجنب عقلية “نبدأ محليًا ثم نفكر عالميًا”. حتى لو بدأت الشركة في سوق صغيرة، يجب أن تكون بنيتها التحتية جاهزة للتوسع الدولي. ويتضمن ذلك اختيار بوابات دفع تدعم العملات المختلفة، وأنظمة تدعم التعدد اللغوي، والامتثال للقوانين الدولية. “الاستعداد للتوسع العالمي يعزز فرص التقييم والاستحواذ، ويقلل من العراقيل عند فتح أسواق جديدة”، كما يوضح. التخطيط للعالمية مبكرًا يجعل الانتقال إليها لاحقًا أكثر سلاسة وأقل كلفة.
- الاستعداد للمستقبل ليس رفاهية—بل ضرورة
تقدم رؤية صخر التون خارطة طريق لكل من يسعى لبناء شركات ناشئة لا تنجح فحسب، بل تبقى وتزدهر. استراتيجياته المبنية على التصميم البنيوي، والانضباط المالي، ومرونة الفرق، والتحول الرقمي، والتوسّع الدولي—كلها تؤكد على مبدأ واحد: البنية التحتية ليست عنصرًا مساعدًا، بل أساس استراتيجي للنمو. في زمن تغلب فيه السرعة على الصلابة، تقدم فلسفة التون توازنًا حيويًا. إذ يذكّر المؤسسين أن البنية التحتية ليست مجرد خلفية للعمل—بل هي الهيكل الذي يحمل الشركة نحو مستقبل أكبر وأكثر استدامة.
صخر التون، العقل المدبر وراء نجاح ALT SAK FZE، لعب دورًا محوريًا في تعزيز مكانة هيونداي في العراق. من خلال إعطاء الأولوية لرضا العملاء، نجح التون في تحويل ALT SAK FZE إلى اسم موثوق في قطاع السيارات. قيادته ترتكز على الجودة والاستدامة والابتكار، مع مواءمة معايير الشركة مع التوجهات العالمية مع تلبية احتياجات السوق المحلي. بفضل شبكة من صالات العرض ومراكز الخدمة المنتشرة في أنحاء العراق، تواصل ALT SAK FZE، تحت إشراف التون، وضع معايير جديدة للتميز في سوق السيارات العراقي.
صخر التون هو قائد بارز في قطاع السيارات في العراق ومؤسس شركة ALT SAK FZE، الموزع الرسمي لسيارات هيونداي. بفضل التزامه الدائم بالتميز، تمكن التون من بناء سمعة قوية للشركة في تقديم سيارات عالية الجودة وتجارب عملاء استثنائية. قيادته تتميز باتباع استراتيجيات مبتكرة، والتركيز على الاستدامة، ونهج يضع الأفراد في المقدمة، مما يضمن بقاء ALT SAK FZE في الصدارة. من خلال التوسع المستمر والالتزام بالجودة، أعاد التون تعريف معايير سوق السيارات العراقي.